آشواك الآخرين
+5
حاتم السوري
أبوهشام
الحنون
احمد
sunshine
9 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
آشواك الآخرين
أشواك الآخرين
أنت حائر دائما ..هل تقترب من الآخرين أم تبتعد عنهم ؟! هل تثق بهم أم تصدق ظنونك فيهم ..؟ هل تبوح لهم بأسرارك أم تكتمها عنهم .. هل تعيش في قلب الدائرة معهم .. أم تنعزل على حافتها كما يعيش الغجر في أطراف المدن و القرى .. منعزلين عنها و منفردين بأنفسهم ؟
و أنا معك في كل هذه التساؤلات أبحث عن إجابات مريحة لها و حائر معها مثلك .
فمنذ قديم الزمان و الإنسان حائر في علاقته بالآخرين يحتاج إليهم و يشكو منهم .. يشقى إذا ابتعد عنهم و يبكي إذا اقترب منهم .. لا يستطيع أن يعيش وحيدا كحيوان اللؤلؤ في قلب محارته .. و لا يستطيع أن يلتصق بالآخرين في كل لحظة من عمره و إن فعل كانت شكواه منهم كشكواه من الوحدة سواء بسواء .. فلا هو ارتاح في القرب منهم و لا هو وجد راحته في البعد عنهم .. لأن حالنا مع الآخرين كحال المتنبي مع الملوك الذين اقترب منهم طلبا للسلطان فقال عنهم :
صحبت ملوك الأرض مغتبطا بهم
و فارقتهم ملآن من ضيق صدرا !
و هذا هو حالنا دائما نحن البشر مع الجميع ! و ذات يوم سألني شاب هذه الأسئلة الحائرة .. فتذكرت فجأة قصة قديمة رواها أحد الأدباء عن مجموعة من " القنافد " اشتد بها البرد ذات ليلة من ليالي الشتاء فاقتربت من بعضها و تلاصقت طلبا للدفء و الأمان ، فآذتها أشواكها فأسرعت تبتعد عن بعضها ففقدت الدفء و الأمان فعادت للاقتراب من جديد بشكل يحقق لها الدفء و يحميها في نفس الوقت من أشواك الآخرين ، و يحمي الآخرين من أشواكها .. فاقتربت و لم تقترب .. و ابتعدت و لم تبتعد .. و هكذا حلت مشكلتها ، و هكذا أيضا ينبغي أن يفعل الإنسان !
فالاقتراب لشديد من الجميع قد يغرس أشوكهم فينا و يغرس أشواكنا فيهم .. و البعد عنهم أيضا يفقدنا الأمان و الدفء و يجعل الحياة قاسية و مريرة لهذا فنحن في حاجة دائما إلى أن نتلامس مع الآخرين .. و لكن بغير اقتراب شديد يفتح أبواب المتاعب ، و يحجب الرؤية و يشوِّش السمع . لأن القرب الشديد يضيّق مدى الرؤية في حين أن الاقتراب عن بعد أو الابتعاد عن قرب يجعل الرؤية أوضح و السمع أصغى .. فأنت إذا اقتربت جدا من الميكروفون و تحدثت فيه خرج صوتك مشوشا غير مفهوم .. و إذا أبعدته قليلا عن فمك خرج صوتك واضحا .. أما إذا ابعدته كثيرا .. جاء صوتك كالفحيح لا يميزه أحد ، فالإنسان في حاجة إلى رفقاء يبثهم شجونه و يهتم بأمرهم و يهتمون بأمره ، لكنه يحتاج أيضا أن تكون له ذاته الخاصة التي لا يقترب منها إلا الأصفياء وحدهم .. و الإنسان أيضا يحتاج أن يحسن الظن بالآخرين لكي تستقيم الحياة لكنه يحتاج أيضا أن يكون حريصا بعض الشئ في علاقته بهم ، فلا يمنح ثقته الكاملة إلا لمن عرفه جيدا و امتحن إخلاصه و صداقته و قيمه الأخلاقية ، لأن الإسراف في الشك خطأ يكشف عن سوء طوية الإنسان وفقا لقول الشاعر : " إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه " ، كما أن الإسراف أيضا في الثقة بالجميع و عن غير خبرة بهم يورد الإنسان موارد التهلكة و دليل على الغفلة وفقا للحكمة العربية القديمة " الشك من حسن الفطن " .. و من هنا جاءت فكرة " الوسط الذهبي " عند فلاسفة اليونان أي فكرة الاعتدال في كل شئ .. في القرب من الناس و في الابتعاد عنهم ، في الثقة فيهم و في سوء الظن بهم و أيضا في كل أمور الحياة ، و هي نفس الفكرة التي تعبر عنها الحكمة المعروفة " خير الأمور الوسط " ، فالعقلاء من البشر هم الذين يحيون الحياة باعتدال في كل شئ .. و شذاذها هم من يقفون دائما على حافة الدائرة من كل أمر و من كل شئ .. و من كل قضية .
و أنت قد تشكو مثلا ممن تأتمنه على أسرارك .. فيبوح لسانه بها و لو بعد حين لكنك تعفي نفسك من اللوم لأنك كنت أول من أفشى سرك هذا حين بحت به لمن ائتمنته عليه ! و السر إذا عرفه اثنان لم يعد سرا كما يقولون ، و لا لوم على الآخرين إذا ضاقت صدورهم به فقد ضاق صدرك أنت أولا به لهذا فليس من حقك أن تغضب ممن أفشى سرك و أن تعتبرها خيانة عظمى .. و أن تفقد صديقا لهذا السبب وحده .. و أن تبتعد عن الآخرين بسبب ذلك .. فالأمر قد لا يكون خيانة و إنما مجرد عجز بشري عن حفظ الأسرار .. لأنه ليس كل الناس قادرين على الكتمان ، و الدليل هو أنت شخصيا الذي يسألك الشاعر و معه الحق :
تبوح بسرك ضيقا به ..و تبغي لسرك من يكتم ؟
أنت حائر دائما ..هل تقترب من الآخرين أم تبتعد عنهم ؟! هل تثق بهم أم تصدق ظنونك فيهم ..؟ هل تبوح لهم بأسرارك أم تكتمها عنهم .. هل تعيش في قلب الدائرة معهم .. أم تنعزل على حافتها كما يعيش الغجر في أطراف المدن و القرى .. منعزلين عنها و منفردين بأنفسهم ؟
و أنا معك في كل هذه التساؤلات أبحث عن إجابات مريحة لها و حائر معها مثلك .
فمنذ قديم الزمان و الإنسان حائر في علاقته بالآخرين يحتاج إليهم و يشكو منهم .. يشقى إذا ابتعد عنهم و يبكي إذا اقترب منهم .. لا يستطيع أن يعيش وحيدا كحيوان اللؤلؤ في قلب محارته .. و لا يستطيع أن يلتصق بالآخرين في كل لحظة من عمره و إن فعل كانت شكواه منهم كشكواه من الوحدة سواء بسواء .. فلا هو ارتاح في القرب منهم و لا هو وجد راحته في البعد عنهم .. لأن حالنا مع الآخرين كحال المتنبي مع الملوك الذين اقترب منهم طلبا للسلطان فقال عنهم :
صحبت ملوك الأرض مغتبطا بهم
و فارقتهم ملآن من ضيق صدرا !
و هذا هو حالنا دائما نحن البشر مع الجميع ! و ذات يوم سألني شاب هذه الأسئلة الحائرة .. فتذكرت فجأة قصة قديمة رواها أحد الأدباء عن مجموعة من " القنافد " اشتد بها البرد ذات ليلة من ليالي الشتاء فاقتربت من بعضها و تلاصقت طلبا للدفء و الأمان ، فآذتها أشواكها فأسرعت تبتعد عن بعضها ففقدت الدفء و الأمان فعادت للاقتراب من جديد بشكل يحقق لها الدفء و يحميها في نفس الوقت من أشواك الآخرين ، و يحمي الآخرين من أشواكها .. فاقتربت و لم تقترب .. و ابتعدت و لم تبتعد .. و هكذا حلت مشكلتها ، و هكذا أيضا ينبغي أن يفعل الإنسان !
فالاقتراب لشديد من الجميع قد يغرس أشوكهم فينا و يغرس أشواكنا فيهم .. و البعد عنهم أيضا يفقدنا الأمان و الدفء و يجعل الحياة قاسية و مريرة لهذا فنحن في حاجة دائما إلى أن نتلامس مع الآخرين .. و لكن بغير اقتراب شديد يفتح أبواب المتاعب ، و يحجب الرؤية و يشوِّش السمع . لأن القرب الشديد يضيّق مدى الرؤية في حين أن الاقتراب عن بعد أو الابتعاد عن قرب يجعل الرؤية أوضح و السمع أصغى .. فأنت إذا اقتربت جدا من الميكروفون و تحدثت فيه خرج صوتك مشوشا غير مفهوم .. و إذا أبعدته قليلا عن فمك خرج صوتك واضحا .. أما إذا ابعدته كثيرا .. جاء صوتك كالفحيح لا يميزه أحد ، فالإنسان في حاجة إلى رفقاء يبثهم شجونه و يهتم بأمرهم و يهتمون بأمره ، لكنه يحتاج أيضا أن تكون له ذاته الخاصة التي لا يقترب منها إلا الأصفياء وحدهم .. و الإنسان أيضا يحتاج أن يحسن الظن بالآخرين لكي تستقيم الحياة لكنه يحتاج أيضا أن يكون حريصا بعض الشئ في علاقته بهم ، فلا يمنح ثقته الكاملة إلا لمن عرفه جيدا و امتحن إخلاصه و صداقته و قيمه الأخلاقية ، لأن الإسراف في الشك خطأ يكشف عن سوء طوية الإنسان وفقا لقول الشاعر : " إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه " ، كما أن الإسراف أيضا في الثقة بالجميع و عن غير خبرة بهم يورد الإنسان موارد التهلكة و دليل على الغفلة وفقا للحكمة العربية القديمة " الشك من حسن الفطن " .. و من هنا جاءت فكرة " الوسط الذهبي " عند فلاسفة اليونان أي فكرة الاعتدال في كل شئ .. في القرب من الناس و في الابتعاد عنهم ، في الثقة فيهم و في سوء الظن بهم و أيضا في كل أمور الحياة ، و هي نفس الفكرة التي تعبر عنها الحكمة المعروفة " خير الأمور الوسط " ، فالعقلاء من البشر هم الذين يحيون الحياة باعتدال في كل شئ .. و شذاذها هم من يقفون دائما على حافة الدائرة من كل أمر و من كل شئ .. و من كل قضية .
و أنت قد تشكو مثلا ممن تأتمنه على أسرارك .. فيبوح لسانه بها و لو بعد حين لكنك تعفي نفسك من اللوم لأنك كنت أول من أفشى سرك هذا حين بحت به لمن ائتمنته عليه ! و السر إذا عرفه اثنان لم يعد سرا كما يقولون ، و لا لوم على الآخرين إذا ضاقت صدورهم به فقد ضاق صدرك أنت أولا به لهذا فليس من حقك أن تغضب ممن أفشى سرك و أن تعتبرها خيانة عظمى .. و أن تفقد صديقا لهذا السبب وحده .. و أن تبتعد عن الآخرين بسبب ذلك .. فالأمر قد لا يكون خيانة و إنما مجرد عجز بشري عن حفظ الأسرار .. لأنه ليس كل الناس قادرين على الكتمان ، و الدليل هو أنت شخصيا الذي يسألك الشاعر و معه الحق :
تبوح بسرك ضيقا به ..و تبغي لسرك من يكتم ؟
sunshine- مشرف
- رقم العضوية : 12
عدد المساهمات : 391
نقاط : 6649
تاريخ التسجيل : 26/10/2010
العمر : 39
رد: آشواك الآخرين
فبرايي الحل الوسط مناسب للتقرب مع الناس
لاتكن مندفعا ولاتكن مبتعدا
لك مني ارق تحية شمس على تلك الكلمات الرائعة
تقبلي مروري
لاتكن مندفعا ولاتكن مبتعدا
لك مني ارق تحية شمس على تلك الكلمات الرائعة
تقبلي مروري
احمد- قلب يصنع التميز
- رقم العضوية : 38
عدد المساهمات : 591
نقاط : 7437
تاريخ التسجيل : 07/11/2010
العمر : 48
رد: آشواك الآخرين
ما شاء الله عليكي ولله ولا جريده تشرين بس عن جد مو ضوع حلو ومشكوره عليه مع تحياتي الك
الحنون- قلب مميز
- رقم العضوية : 48
عدد المساهمات : 228
نقاط : 6020
تاريخ التسجيل : 11/11/2010
رد: آشواك الآخرين
انا من ناحيتي اثق بالناس جميعا لكن من يخطء عندي اكثر من مرة ستنهز هذه الثقة وستأخذ وقتا لتعوووود ثقته كقديمها ..... الكلاااااام للعبرة شكرا كتير شمس موووووضوعك واايد حلو
أبوهشام- إدارة القلوب
- رقم العضوية : 3
عدد المساهمات : 462
نقاط : 7037
تاريخ التسجيل : 21/10/2010
العمر : 33
الموقع : حلب ميسلون
المزاج : باااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااايخ99999x
رد: آشواك الآخرين
يجب أن يكون للثقة حدود
وليس كل الاســــــــــــرار تباح للغير
وقليلون هم الذين نستطيع أن نبوح لهم باسرارنا
ومهما كانت الاشواك التي تعطينا القليل من الامان والدفىء
تبقى في النهاية
أشـــــــــــــــــــــــــــواك
تستطيع أن تقلع لنا عيوننا
وليس كل الاســــــــــــرار تباح للغير
وقليلون هم الذين نستطيع أن نبوح لهم باسرارنا
ومهما كانت الاشواك التي تعطينا القليل من الامان والدفىء
تبقى في النهاية
أشـــــــــــــــــــــــــــواك
تستطيع أن تقلع لنا عيوننا
حاتم السوري- قلب ليس كالباقي
- رقم العضوية : 14
عدد المساهمات : 847
نقاط : 8286
تاريخ التسجيل : 27/10/2010
العمر : 52
المزاج : هادىء
سيدة البحر- قلب فعال
- رقم العضوية : 19
عدد المساهمات : 186
نقاط : 5875
تاريخ التسجيل : 01/11/2010
العمر : 44
المزاج : عميق
رد: آشواك الآخرين
نحن دائما
المخطئون
لانننا للاسف لا نتعلم من اخطائنا
تذبحنا الاشواك
ونعود اليها
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
المخطئون
لانننا للاسف لا نتعلم من اخطائنا
تذبحنا الاشواك
ونعود اليها
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
lody- مشرف
- رقم العضوية : 11
عدد المساهمات : 385
نقاط : 6705
تاريخ التسجيل : 26/10/2010
العمر : 48
المزاج : مبسوط كتير بعائلتي الكبيرة
رد: آشواك الآخرين
مساء الخير انسه شمس
وشكر لكي
على هذا المواضوع
وبوجهت نظري خير الموار اوسطه يمكان
للنسان ان يبوح بسره
لنلس احس فيهم انهم مخلصين
وشكر لكي
وشكر لكي
على هذا المواضوع
وبوجهت نظري خير الموار اوسطه يمكان
للنسان ان يبوح بسره
لنلس احس فيهم انهم مخلصين
وشكر لكي
اسرار الحياة- قلب مبدع
- رقم العضوية : 21
عدد المساهمات : 337
نقاط : 6429
تاريخ التسجيل : 02/11/2010
العمر : 43
المزاج : رايق
رد: آشواك الآخرين
اختي الغالية شمس
موضوع غاية بالاهمية
صاحب من تريد ولكن اعرف من تصاحب
ليس كل شخص تستطيع تعطيه ثقتك وتبوح له باسرارك
الحياة فيها الكثير فلنتعلم من اخطاءنا واخطاء غيرنا
موضوع غاية بالاهمية
صاحب من تريد ولكن اعرف من تصاحب
ليس كل شخص تستطيع تعطيه ثقتك وتبوح له باسرارك
الحياة فيها الكثير فلنتعلم من اخطاءنا واخطاء غيرنا
مامون- إداري
- رقم العضوية : 18
عدد المساهمات : 738
نقاط : 7929
تاريخ التسجيل : 01/11/2010
الموقع : حلب
المزاج : رايق على طول
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى